الأربعاء، 12 مارس 2014

المساحات الخضراء وأثرها على المجتمع





تؤكد دراسات عديدة نفسية واجتماعية أن المساحات الخضراء والزهور والأشجار واتساعها أمام الإنسان لها تأثيرها الايجابي على نفسيته بل أن هذه المساحات الخضراء تعمل كمخفف صدمات للعاملين والموظفين والأطفال و الامهات إذ تخفف من حالات التوتر والقلق، وتنشر بينهم روح الاطمئنان..

وقد أصبح التشجير واستغلال حتى أصغر المساحات في الدوائر الحكومية والجهات الرسمية في البلدان المتقدمة  بمثابة ضرورة وليس ترفاً أو رفاهية حيث أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن أنتاج الفرد يزيد إذا وجد في مكان فيه خضرة دائمة ومنظر جميل حيث تضفي هذه النباتات أحساس بالحيوية والانتعاش الدائمين نتيجة للتقليل من الملل الناتج من ا لخطوط الحادة والثابتة للمباني والجدران.



ولا تقتصر فائدة النباتات سواءً الأشجار أو الشجيرات أو المسطحات الخضراء على التجميل فقط إذ أن لها عدة فوائد كثيرة وهامة جدًا في حياتنا .. فالخضرة تؤدي إلى حماية البيئة من التلوث مما يؤثر من الناحية الصحية للمواطنين كذلك فإنها من العوامل الهامة في الحد من تصاعد الغبار وذلك عن طريق تثبيت التربة بجذورها وذلك يساعد أيضاً على الحد من الأمراض الصدرية.



ومن فوائد الأشجار تقليل الإشعاع الضوئي عن طريق انعكاسات الأشعة على الأوراق مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة ومع انخفاض درجات الحرارة وكذلك انخفاض الإشعاع الشمسي ومنع وصول الرياح وتقليل حركتها يؤدي ذلك إلى رفع الرطوبة الجوية كما أن زراعة الأشجار تؤدي إلى تقليل الضوضاء عن طريق انكسار الصوت وامتصاصه من الأشجار وهذه الضوضاء تسبب ضغطًا عصبيًا على الإنسان وهي ناتجة من ثقل حركة المرور وأنواع المركبات المختلفة وأعمال الإنسان  وسلوكياته، كما أن الأشجار تؤدي الى زيادة أنتاج الأكسجين عن طريق عملية التمثيل الضوئي حيث تمتص الأشجار ثاني اوكسيد الكربون وتنتج الأكسجين وبالتالي يكون الجو صحيًا ونقيًا.
كما أن الأشجار تنظم الهواء داخل المدن حيث أيضا تساعد في تحديد مسارات الرياح عند زراعتها في الاتجاهات التي تهب منها الرياح.


يعتمد الإحساس بالجمال على ثقافة الفرد ومدى معرفته بأهمية الأشجار والزهور الطبيعة وما مدى تأثيرها على مجتمعنا وبيئتنا فعندما يرتقى أحساس الفرد سيساعد ذلك على قدرته على العطاء وقابليته لتقبل الرأي الآخر وتفهمه له وفي نفس الوقت المحافظة على كل شيء حوله".



وما الحدائق إلاّ رباط قوي بين الإنسان وما يحيط به من عالم يعيش فيه، فالإنسان يشعر بالفطرة بحاجته الشديدة الى وجود مكان تهدأ فيه نفسه وتطمئن إليه أحاسيسه ووجدانه ويستريح فيه بالتطلع الى جماله يعوضه الكثير من عناء مشقة العمل.
وما مشروع ممر إلا حاجة صارخة من حق كل إنسان التمتع بها و الحصول عليها، قمعاً نحو ممر أخضر آمن نعيد به ترتيب حياتنا ومدينتنا و سلم القيم والواجبات و كذلك الحقوق.







 (بتصرف عن  المهندسة بلقيس يحي التاج)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق